كلمة الاب ميشال عبود
في لقاء مع مسؤولي بعض الجمعيات الاجتماعية
أودّ أولاً أن أشكركم جميعًا على حضوركم اليوم وتواجدكم معنا في هذا الاجتماع. إن هذا اللقاء هو بداية عملنا معًا كجمعيات، ونلتقي هنا ليس بصفة فردية، بل بصفة من يعملون باسم يسوع، حاملين رسالته بروحٍ من التفاني والتضحية، دون التراجع أو النظر إلى الوراء.
نواجه أحيانًا تحديات خارجية، قد تكون قاسية، إلا أن التحديات الداخلية تبقى الأصعب، لأنها تمسّ الروح والإرادة. وكما قال يسوع، من يضع يده على المحراث لا ينظر إلى الوراء. فالضعف أو المرض لن يمنعنا من المضي قدمًا، بل نحتاج دائمًا إلى تقوية أنفسنا، نفسيًا وروحيًا ومعنويًا.
أريد أن أؤكد هنا على أن التعب لا يأتي من الخارج فحسب، بل من الصعوبات التي نواجهها أحيانًا في التعامل مع الأشخاص الذين نساعدهم. فهناك من يشكر ويعبر عن امتنانه، ويكون لنا عزاءً ودافعًا للتقدم، بينما هناك من ينتقد ويطلب المزيد رغم ما نقدمه له.
ولنكن صريحين، نواجه في عملنا الاجتماعي انتقادات من الداخل ومن الخارج، مثلما تعرض يسوع في حياته للانتقادات، حتى وهو يقدم الخير. لقد قالوا عنه إنه يطرد الشياطين بقوة رئيس الشياطين، وضحكوا عليه عندما قال إن الفتاة نائمة وليست ميتة. هذا هو التحدي الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا: أن نواصل عمل الخير دون الالتفات للانتقادات الظالمة.
نحن كجمعيات ومؤسسات إنسانية نتحمل الصعوبات ونخوض المخاطر، ونعلم أن هناك من سيشوه صورتنا أو يتهمنا بالباطل. قد نجد من يشكك في نوايانا أو حتى يتهمنا بالسرقة، إلا أن من يعيش بشفافية وصراحة لا يخشى الانتقادات، بل يمضي قدماً بعزيمة وإيمان.
ما نمرّ به هو أمر طبيعي في عملنا، لا يجب أن يُدهشنا أو يُحبطنا. إن المشكلة الحقيقية تكمن في الأشخاص الذين لا يقدمون شيئًا، لكنهم يسارعون للنقد، بل ويصلون إلى حد الإضرار بالآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
في الختام، أقول لكم لنشكر الله على كل شيء، ولنستمر في طريقنا رغم كل التحديات. كل واحد منا له تاريخ يشهد له، والله يمنحنا القوة لنكمل مسيرتنا في خدمة الآخرين. إن ما نقدمه هو من عطايا الله علينا، ونعلم أن كل عمل خير نقدمه يزيدنا قوة ويعمّق فينا الإحساس بالرسالة.
فلنستمر بجرأة وإيمان، مستندين إلى قناعة أن ما نقدمه هو جزء من ذاتنا، وأن العطاء هو فرصة عظيمة لخدمة الآخرين.