المصارف تزيد رساميلها:إستمرار إحتجاز الودائع …لاشيء يدعو للطمأنينة بعد
(المدن)حاولت المصارف التملّص من قرار مصرف لبنان رقم 154، الصادر في شهر آب 2020، إذ أنّه يلزمها بجملة من الخطوات، منها زيادة رساميلها بنسبة 20 بالمئة وإعادة تكوين حساباتها لدى المصارف المراسلة بنسبة 3 بالمئة. على أنَّ تطوّر الأحداث على المستوى الاقتصادي والنقدي بصورة سلبية ومتسارعة، حتَّمَ على المصارف الامتثال لقرار المركزي. إذ أن إعادة هيكلة القطاع ما زالت عملية بعيدة المدى، ولا يمكن للمصارف اتخاذ قرارات بشأنها أو بشأن أي عملية أخرى، قبل انقشاع الرؤية حيال الكثير من الأمور، وعلى رأسها التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومع حاملي سندات اليوروبوند. إلاّ أن الامتثال لا يعني تصحيح مسار القطاع المصرفي، سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى علاقته بالدولة وبمودعيه.
شهادة عربية
وقَّع بنك لبنان والمهجر (بلوم بنك)، الأسبوع الماضي، العقود النهائية لصفقة بيع أصوله في مصر، مع المؤسسة العربية المصرفية البحرينية، مقابل 480 مليون دولار. فيما وقَّعَ بنك عودة يوم الأربعاء 20 كانون الثاني، الاتفاقية النهائية لعملية استحواذه كاملاً مِن قِبَل بنك أبو ظبي الأول. وتبلغ أصول بنك عودة في مصر نحو 5.3 مليار دولار. ويُعتَبَر بلوم وعودة من أكبر وأهم المصارف اللبنانية، ولعملية بيعهما أصولهما في الخارج دلالات ليست بسيطة، أبرزها على المستوى الداخلي، تأكيدهما الالتزام بقرارات مصرف لبنان لجهة زيادة الرساميل. وهو ما أكّده الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتّوح، الذي أثنى على قرار المصرفين، واضعاً تلك الخطوة في إطار “اعتماد خطوات متقدمة للتعافي، عبر تغذية نفسها (المصارف) بالأموال الطازجة من الخارج. وبالتالي، تأمين متطلبات البنك المركزي اللبناني”. وشهادة فتوح على أن “كل المؤشرات تدل أن المصارف اللبنانية ستقوم بزيادة رأسمالها”، هي نقطة إيجابية في سجل المصارف اللبنانية حتى اللحظة، خصوصاً وأن جهودها تأتي “في ظل غياب أي خطط إنقاذية للحكومة اللبنانية”، حسب فتوح.
الخطر لم يبتعد
الشهادة المصرفية العربية لا تطعم خبزاً على المستوى اللبناني الداخلي، فأهل مكة أدرى بشعابها، وما يدور من أحداث سياسية واقتصادية وما تتّخذه المصارف من قرارات جائرة بحق مودعيها، واستمرار احتجازها لودائعهم، لا يبشّر بالخير، وإن ارتفعت موجوداتها إسمياً على شكل رساميل. فالرساميل لن تُعطى للمودعين الذين يواجهون أزمة متكاملة الأوجه، عراة من كافة أشكال الحماية.