خاص غري-ندن
١ تشرين الأول: عيد القدّيسة تريزا الطفل يسوع، معلّمة في الكنيسة وشفيعة المرسلات ماري فرانسواز تريزا، الإبنة المدلّلة لكلّ من لوي وزيلي مارتان، هي وردة يسوع الصغيرة التي لمست قلوب الملايين بقصة حبّها وتعبدها للسيّد المسيح. فقدت تريزا والدتها وهي في الرابعة والنصف من العمر، لكنها عرفت كيف تخفي آلامها وراء إبتسامة لم تفارق مطلعها، وأن تكون سعيدة حتى في وسط الظلمات الدامسة التي اجتازاتها.
خمسة وعشرون عاماً هي سني حياتها على الأرض، قليلة أمام عيوننا البشرية، لكنها كاملة في نظر الله، فقد رسمت خلالهم تيريزا طريقاً روحياً جديداً في الارتقاء نحو الكمال عبر سلم الطفولة الروحي. ذلك الطريق وهو أن نرضي يسوع، لا عن طريق الأعمال الباهرة أو البطولات النادرة، بل في كل الأمور البسيطة التي تتخلل حياتنا، عبر الإنصات الدائم لصوت الضمير الذي هو صوت الله في قلوبنا. إن معظم اللوحات والصور التي تمثل القديسة تيريزا، تظهرها مع باقة من الزهور أو مع زهور عند قدميها، دلالة على اهتمامها وحبّها لجماعتها، ومواصلة المسير معهم من السماء،
كما سبق وقالت: “سأرسل من السماء زهوراً”، “أنوي أن أقضي كل حياتي في السماء مستمرة في عمل الخير على الأرض”. أيتها القديسة تريزا الصغيرة، أذكري وعدك لنا بعمل الخير على الأرض وأنثري بغزارة غيث ورودك على كل الذين يدعونك وتحصلي لنا من الله على النعم التي نرجوها من عطفه المتناهي. لتكن صلاتها معنا. آمين
