يعيش لبنان حالة قلق وهواجس نتيجة الغارات الإسرائيلية اليومية وتحليق المسيرات التي تقض مضاجع اللبنانيين، بما ينذر بعدوان واسع في ظل التحليلات والمواقف لكبار المسؤولين في تل أبيب، ربطا بالمواقف الأميركية التي هي بمنزلة دعم واضح المعالم لإسرائيل، لتقوم بما يحلو لها في لبنان. وهذا ما عبّر عنه شخصيا الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما أكد أنه كان على اطلاع مباشر على كل عمليات الاغتيال التي حصلت لقادة “حزب الله”، وكذلك تفجيرات “البيجر”، ما يعني أن الغطاء الأميركي جاهز في أي توقيت لتشن إسرائيل عدوانا على لبنان، فيما البعض يتحدث عن أن الخاصرة الرخوة هي البقاع.
وفق معلومات “النهار”، فإن كل الصواريخ الدقيقة والأسلحة نُقلت قبل سقوط النظام السوري بساعات، وكانت في مخازن إيرانية في دمشق وحمص وحلب، وجيء بها إلى منطقة البقاع والهرمل. وبمعنى آخر، ثمة تحليلات كثيرة، لكن الأبرز أن كل المواقف تشي بعدوان قد يحصل على لبنان إذا استمرت الأمور على ما هي.
النائب السابق والعميد المتقاعد وهبي قاطيشا قال لـ”النهار”: “من الطبيعي أن التصعيد الإسرائيلي سيستمر في لبنان، لأن هناك قرارا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض السلام في لبنان والمنطقة بالقوة، ومن لا يقبل بالسلام سيشهد معارك عسكرية. فالإدارة الأميركية تدعم إسرائيل في حربها في الجنوب والبقاع ولبنان عموما، بهدف الضغط على المسؤولين اللبنانيين للسير بعملية السلام.
وأضاف قاطيشا: “التصعيد سيتواصل، وعلى المعنيين أن يدركوا خطورة ذلك، ويجب ألا نبقى من دون مفاوضات أو تسوية، من خلال ما سبق أن أشار إليه رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، أقله لجهة الحياد والتزام اتفاق الهدنة. أما إذا بقينا نعيش حالة الإنكار وسط الدعم الأميركي لإسرائيل وتعاظم التكنولوجيا والتقنيات، فالآتي قد يكون أعظم بكثير “.
وختم بالقول: “إسرائيل بدأت تستعمل الطيران الحربي والمسيرات لجمع المعلومات، وهذه رسالة كبيرة لأن الغارات في الآونة الأخيرة كانت من الطيران الإسرائيلي الحديث، ما يعني أنها قد تتواصل في أكثر من منطقة، وعلينا في لبنان أن ندرك ما يحصل قبل فوات الأوان. اختصارا، ترامب قرر فرض السلام بالقوة”.