الصفحة الرئيسيةخبر عاجلدراسات ومقالاتمتفرّقات

اشتباكات دامية في السويداء

شنت إسرائيل، يوم الأربعاء، ضربات جوية استهدفت مواقع حساسة في دمشق،

من بينها القصر الجمهوري ومقر هيئة الأركان العامة،

مبررة ذلك برغبتها في “حماية الدروز”، في ظل تصاعد المواجهات الدامية في محافظة السويداء جنوب سوريا.

اشتباكات دامية في السويداء

شهدت محافظة السويداء، التي تشكّل مركز الثقل السكاني للطائفة الدرزية في سوريا، خلال الأيام الماضية،

اشتباكات بين فصائل محلية وعشائر، أدّت إلى مقتل نحو 300 شخص،

ما دفع الجيش السوري إلى التدخل لفرض وقف إطلاق نار تم التوصل إليه بالتنسيق مع وجهاء المنطقة.

خرق للتفاهم مع إسرائيل

قال مسؤولون إسرائيليون إن النظام السوري نسق مسبقًا مع إسرائيل بشأن دخول الجيش إلى السويداء،

لكن “خرق التفاهم”، إذ سُمح بإدخال أسلحة ثقيلة خلافًا لما تم الاتفاق عليه.

وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن إسرائيل لن تسمح بوجود حشد عسكري قرب حدودها الجنوبية.

من هم الدروز؟

الدروز طائفة دينية عربية ظهرت في القرن الـ11 الميلادي.

يُقدَّر عددهم اليوم بمليون شخص، يعيشون بشكل أساسي في سوريا ولبنان وإسرائيل.

يتركزون في السويداء جنوب سوريا، إضافة إلى محافظتي درعا والقنيطرة.

في هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967، يعيش نحو 20 ألف درزي، جنبًا إلى جنب مع حوالي 25 ألف مستوطن يهودي.

معظم دروز الجولان يعتبرون أنفسهم سوريين،

ورفضوا الحصول على الجنسية الإسرائيلية عند ضم الجولان في 1981، واكتفوا ببطاقات إقامة.

العلاقة المتوترة بين الدروز وحكومة أحمد الشرع

بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، تولى أحمد الشرع الرئاسة في سوريا، متعهدًا بحماية كل الطوائف.

لكن الخلافات سرعان ما ظهرت مع الفصائل الدرزية،

خصوصًا حول قضية نزع سلاحها ودمجها في الجيش الوطني.

فشلت الحكومة الجديدة في التوصل إلى اتفاق مع قادة الدروز،

الذين أصرّوا على الاحتفاظ بسلاحهم المحلي.

الوضع الأمني تدهور أكثر في السويداء، ما أدى إلى تدخل عسكري من قوات النظام،

وتسبب ذلك في تصعيد التوتر مع إسرائيل.

لماذا تدخلت إسرائيل؟

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل “ملزمة بحماية الدروز” في سوريا،

في إشارة إلى المخاوف من تهديدهم خلال تدخل الجيش السوري في السويداء.

يعيش نحو 130 ألف درزي في إسرائيل، يتمركزون في مناطق الكرمل والجليل شمالًا.

بخلاف الأقليات الأخرى، يخدم الرجال الدروز في الجيش الإسرائيلي منذ عام 1957،

وحصل العديد منهم على رتب عسكرية وأمنية رفيعة.

الزعيم الروحي للدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، قال في بيان مصور:

“نتعرض لحرب إبادة شاملة”

وفي المقابل، دعت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في بيان صباح الثلاثاء،

الفصائل إلى التعاون مع الجيش السوري وعدم مقاومته، وتسليم السلاح لوزارة الداخلية.

هل هناك فرص للسلام؟

منذ سقوط نظام الأسد، كثّفت إسرائيل ضرباتها في الداخل السوري،

مدعية أنها تهدف إلى منع تعاظم القوة العسكرية قرب حدودها.

بحسب تقرير لـ”سي إن إن”، تحاول الولايات المتحدة الدفع نحو تطبيع سوري – إسرائيلي.

التقى الرئيس السوري  أحمد الشرع بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب،

الذي أعلن لاحقًا رفع العقوبات عن سوريا تمهيدًا لعودتها إلى الساحة الدولية

لكن إسرائيل رفضت المسار الأميركي، واعتبرت النظام الجديد “إسلاميًا متطرفًا”،

محذّرة من تكرار سيناريو هجمات 7 أكتوبر.

الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، صرّح يوم الأربعاء:

“ما حدث في 7 أكتوبر يحدث الآن في السويداء”.

خلاصة

الصراع في السويداء يعكس تداخلًا معقدًا بين الأبعاد الطائفية، والمصالح الإقليمية، والضغوط الدولية،

فيما تستخدم إسرائيل حماية الدروز ذريعة لتبرير تدخلها المتواصل داخل الأراضي السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى