دراسة : الهجرة غير الشرعية الى اوروبا

الهجرة العربية غير الشرعية إلى أوروبا
أسبابها…تداعياتها…سبل مواجهتها
هشام بشير – باحث في العلوم السياسية جامعة القاهرة
الهجرة غير الشرعية هي التي تتم بطرق غير قانونية وتاريخ هذه الهجرة إلى أوروبا يعود إلى الفترة من الثلاثينيات وحتى الستينيات من القرن الماضي، حيث كانت أوروبا بحاجة إلى الأيدي العاملة، ولم تكن قد اصدرت قوانين تجرّم عملية الهجرة غير الشرعية إلى أراضيها. ولكن مع اوائل السبعينيات شعرت الدول الاوروبية – نسبيا ً- بالاكتفاء من الأيدي العاملة ، مما جعلها تتبنى إجراءات قانونية تهدف إلى الحد من الهجرة عير الشرعية التي ازدادت بعد عام 1990، وهو العام الذي شهد توسيع الإتحاد الأوروبي.
أمّا اسباب ظاهرة الهجرة العربية غير الشرعية إلى اوروبا فهي:
1- التباين الإقتصادي بين البلدان المصدرة والجاذبة للمهاجرين. وهذا التباين هو نتيجة لتذبذب وتيرة التنمية في البلاد العربية التي لا تزال اقتصادات الكثير منها تعتمد أساسا ً على الفلاحة والتعدين.
2- البطالة: وفق تقارير لمجلس الوحدة الإقتصادية، التابع لجامعة الدول العربية، فان نسبة البطالة في الدول العربية قدرت في العقد الاول من القرن الحادي والعشرين بين 15 و20% كما تفيد إحصاءات برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن معدل البطالة في الوطن العربي عام 2008 وصل نحو 15% أي 17 مليوناً، لكنه يزداد ليصل إلى 40% بين الفئتين العمريتين 15 و24 عاما ً، مما يزيد رقم العاطلين إلى 66 مليونا من بين 317 مليون نسمة، وهو التعداد التقريبي للعالم العربي. واشارت دراسة صادرة عام 2006 عن المجلس العربي للطفولة والتنمية إلى أن أكثر من 80% من سكان العالم العربي يعيشون في فقر مدقع، حيث يعيش أكثر من 230 مليون نسمة في الدول العربية بمتوسط دخل سنوي لا يزيد على 1500 دولار سنويا ً، وفقا ً لبيانات البنك الدولي.
وعلى الرغم من الأثار الوخيمة للهجرة غير الشرعية، سواء الموت غرقا ً أو السجن في البلدان الأوروبية، إلا أن هناك إقبالا ً كبيرا ً على تلك الهجرة، حيث يقدر عدد المهاجرين إلى دول اوروبا خلال السنوات العشر الماضية بنحو 25 مليون مهاجر، 65% منهم وصلوا إلى الأراضي الأوروبية بطريقة غير مشروعة.
كما تقدر منظمة العمل الدولية حجم الهجرة السرية ما بين 10 و15 % من عدد المهاجرين في العالم، والبالغ عددهم وفق التقديرات الأخيرة للامم المتحدة، نحو 180 مليون شخص، ووفقاً لتقرير منظمة الهجرة الدولية، فإن حجم الهجرة غير القانونية إلى الإتحاد الاوروبي قد وصل لنحو 15 مليون فرد. فيما تقدر الشرطة الاوروبية عدد المهاجرين غير الشرعيين في دول الاتحاد الاوروبي بنحو نصف مليون شخص سنوياً.
وتقدرالأمم المتحدة اعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى دول العالم المتقدم، خلال السنوات العشر الاخيرة، بنحو 155 مليون شخص، فيما توقعت المنظمة الدولية للهجرة ازدياد الهجرة غير المنتظمة من جراء الأزمة الإقتصادية التي يشهدها العالم الآن.
ويشير التقرير الدولي إلى أن الهجرة تنتشر بشكل خاص بين شباب الوطن العربي ممن تتراوح اعمارهم بين 12 و24 عاما ً لا يجدون عملا ً لائقا ً في اوطانهم ويعترضون لمضايقات وقيود.
أما القضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية سيكون من الصعوبة بمكان، إذا لم يتم القضاء على الظروف التي تتسبب فيها:
– إجراء تقييم عام لدوافع ونتائج الهجرة العربية واوضاع المهاجرين العرب في الخارج بصفة عامة.
– محاولة وضع استراتيجية عربية لمعالجة قضايا الهجرة والمهاجرين، منها تعظيم العوائد الإيجابية لتلك الظاهرة، ومعالجة سلبياتها وطرق وآليات الإستفادة من الوجود المهجري العربي في دعم برامج التنمية العربية.
انتهى



