على الرغم من مرور أربعة عقود على توقيفه، ظل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله قابعًا في أحد سجون فرنسا، في واحدة من أطول قضايا الاحتجاز السياسي في أوروبا أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والسياسية، إلى أن أُعلن عن الإفراج عنه قبل أيام بعد سنوات من المطالبات والضغوط. من هو جورج عبد الله؟ جورج عبد الله هو مناضل شيوعي لبناني من الطائفة المارونية، وُلد في بلدة القبيات شمالي لبنان وعمل في سلك التعليم خلال سبعينيات القرن الماضي انخرط مبكرًا في صفوف النضال مع القضية الفلسطينية، وشارك في التعبئة المسلحة ضد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عامي 1978 و1982. خلال هذه الفترة، ساهم في تأسيس “الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية”، التي تبنت عمليات مسلحة في أوروبا من بينها هجومان في فرنسا عام 1982 استهدفا دبلوماسيين تابعين للموساد الإسرائيلي والاستخبارات الأميركية: ياكوف بارسيمانتوف وشارل راي. لماذا سُجن؟ تم توقيف جورج عبد الله في مدينة ليون الفرنسية بتاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول 1984 وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد عام 1987، بتهمة التواطؤ في عمليات اغتيال اعتُبرت “إرهابية” وفق التوصيف الفرنسي. ورغم استكماله شروط الإفراج المشروط منذ عام 1999، استمر احتجازه لعقود إضافية حيث أكدت محكمة تطبيق العقوبات في فرنسا مرتين أهليته للإفراج إلا أن قرارات إطلاق سراحه بقيت معلقة بفعل تدخلات سياسية، وفق تقارير فرنسية من بينها تحقيق لموقع ميديا بارت. إفراج بعد انتظار طويل وبعد أكثر من 40 عامًا خلف القضبان، أُفرج عن جورج عبد الله قبل أيام، ومن المقرر أن يصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الجمعة، حيث يُتوقع أن يُستقبل من قبل عائلته ومناصرين لقضيته، وسط ترحيب رسمي وشعبي بعودته.