Addsآخر الأخبارسياسة

نحن نبني على الإيجابيات المتوفرة، وهذا نهج بكركي

أكدّ البطريرك الراعي، بعد عودته من فرنسا، وفي حوارٍ صريح أمام وفد من نقابة الصحافة اللبنانية، أن الشعب اللبناني لم يعد يحتمل وانتخاب رئيس للجمورية يتطلب تعاون كل القوى السياسية، وسأل اين أصبح الشعب وأين أصبحت الدولة وماذا تبقى منها ؟

وحالياً بدأت التفاهمات، ويجب أن تتسع وتستمر، موضحاً أنه  جرى التفاهم بين عدّة مكونات، على اسم مرشح لرئاسة الجمهورية، وعلى هذا الأساس قام بجولة شملت الفاتيكان، وفرنسا، مؤكداً مرة جديدة، أن الشعب اللبناني لم يعد يحتمل، وعدم انتخاب رئيس للجمهورية جريمة بحق الشعب، الذي أصبح يعاني الجوع ويبحث عن سبيل للرحيل، سائلاً: وهل كل مار جرى لا يكفي للتوافق ؟

الوزرارت معطلة كل شيء متوقف، والنازحين في حالة تزايد مستمرة من دون بحث عن حلول،

وأضاف الراعي، طالما أن المكونات الكبيرة توافقت على اسم مرشح، وهو الهدف الأهم بالنسبة لي (البطريرك بشارة الراعي) يجب الآن العمل على أن يتسّع هذا التوافق ويعمّ، ليشمل كل باقي المكونات اللبنانية، مؤكداً أنه سوف يتبنى الاسم المتفق، والذي يحصل الاجماع عليه،

لا يحق لأحد بعد الآن أن يتلاعب بمصير لبنان واللبنانيين، وجميع المرشحين الى رئاسة الجمهورية هم أحبائين ولكن ليتفقوا على اسم وفي حال لم يتفقوا فهم “مجرمون” ويجب على السياسيين التوقف عن اللعب بمصير الشعب والدولة،

 لقد أصبحنا موضع سخرية بالنسبة لباقي الدول،

وأضاف البطريرك الراعي، أن الفاتيكان وفرنسا، باستطاعتهما القيام بدورهم في ما خصّ الرئاسة، ولكن علينا نحن كلبنانيين أن نقوم بدورنا، وهو الدور الذي أقتنع به.

ولدى سؤاله عن سليمان فرنجية، كمرشح، ردّ البطريرك الراعي، الجواب بسؤال هل حصل عليه توافق ؟

وأضاف الراعي، يجب أن نصل الى مخرج لمسألة رئاسة الجمهورية، لأن البلد “خرب”  وتوجه الى النواب بقوله ” اذا لم تنتخبوا رئيس فأنتم مجرمون، لأنكم بذلك تخربون الدولة وتقتلون الشعب، والسياسة هي خدمة الخير العام، وليست نوع من الدلال، لقد “اخترب لبنان “واخترب شعب لبنان، وعليكم أن تتفاهموا، ونحن نعمل معكم للوصول إلى التفاهم لأن الشعب، أصبح بحالة مزرية يلهث وراء لقمة عيشه، هل هذا هو الشعب اللبناني؟ ولكنكم لا ترون الشعب لأنكم غارقون في “شوفة الحال”  والوضع لم يعد يحتمل، وذكرت هذا الواقع في أكثر من عظة،

وأكدّ الراعي، أنه سوف يقوم  بمساعي التفاهم حول اسم الرئيس، مع جميع الأطراف اللبنانية، من دون استثناء بمن فيهم “حزب الله” والبطريركية المارونية لم تقصي يومياً أحد .

وسأل البطريرك الراعي، على من تقع مسؤولة الدعوة الى جلسة انتخاب رئيس؟ وتابع، أنها على عاتق رئيس مجلس النواب الذي عليه أن يدعي النواب إلى جلسة ينتخب فيها الرئيس،

مذكّراً أن الدستور ينص على انتخاب رئيس، قبل شهرين من انتهاء ولاية الرئيس الذي يشغل منصب الرئاسة الأولى، ولكن نحن اللبنانيون بارعون في مخالفة الدستور !

وفيما يتعلق بتأمين النصاب لانتخاب الرئيس، قال الراعي، أنه سيقوم بمساعٍ مع جميع الأفرقاء من دون استثناء، بخاصةٍ  في هذه المرحلة الدقيقة، وأكّد البطريرك، أن الحراك باتجاه جميع الأفرقاء سوف يبدأ بدءاً من هذه اللحظة اذا أمكن،

أما عن صلاحيات رئيس الجمورية قال الراعي، أن تعطّل الدولة وتوقفها وانهيارها، أكبر دليل على وجود صلاحيات للرئيس، والفراغ في الكرسي الرئاسي، عطّل الدولة، وحين يوجد الرئيس توجد الدولة، وقوّة الرئيس هي من قوة الدستور، ولا رئيس يعني لا دولة، بل هناك فوضى،

أما لجهة التعاون من قبل الحكومة مع الرئيس المنتخب فعلى الرئيس أن يتحلى بالفطنة والحكمة والدرايةن وعليه أن يتمكن تسيير شؤون الدولة وكسب معاونيه في الإدارة، وهذا يرتبط الى حدّ بعيد بشخصية الرئيس وحكمته ودبلوماسيته، التي تكمن في تجرده عن المصالح الخاصة، فالسيارة تحتاج الى من يقودها، ولكن اذا تمّت إدارتها خارج الدستور أين تصبح ؟ نحن تركنا الطريق وسيارتنا تتدهور ولا تزال ….. وحامي الطريق أي حامي الدستور، هو الرئيس، فلنبقَ على الطريق الصحيح،

 وذكّر الراعي، بكلمة الرئيس الراحل فؤاد شهاب الشهيرة عند كل لغط أو شكوك، فكان يقول “أعطونا هذا الكتاب وماذا يقول الكتاب؟” وكان يقصد بالكتاب الدستور اللبناني، وعلى الرغم من أنه كان لا يزال يحتفظ  بالسطلة التنفيذية كرئيس للجمهورية، فكان الدستور هو الطريق، ولكننا نمعن في مخالفة الدستور حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم ! والرئيس أقسم على الدستور ومعنى القسم هو الالتزام بالدستور.

أما في ما يخص الفيدرالية والمؤتمر التأسيسي، فقال الراعي، لقد أقرّ الطائف مبدأ اللامركزية، وبالتالي علينا تطبيقها والمطلوب هو تنفيذ الطائف نصاً وروحاً، وليس أكثر من ذلك ولم نقل يوماً غيّروا الطائف،  واللامركزية موجودة في الطائف فلماذا الحديث عن الفيدرالية ؟ لاسيما أنها مرفوضة من المسلمين رفضاً قاطعاً، ولا زال البعض يتحدث عنها !؟ وكل المطلوب هو تنفيذ اللامركزية .

عن المؤتمر الدولي لحلّ أزمة لبنان قال الراعي، في حال عجز السياسيون اللبنانيون عن الجلوس حول طاولة حوار أنا أطالب (البطريرك الراعي) بعقد مؤتمر دولي لأربعة أسباب:

أولها: تنفيذ الطائف نصاً وروحاً،

وثانيا: تطبيق مقررات مجلس الأمن التي لم تطبق بعد في ما يخص حفظ سيادة لبنان

وثالثا: حلّ قضيّة اللاجئيين الفلسطنيين، فيجب عدم تركهم على هذه الحال وايجاد حلّ لهم، وعودة النازحين السوريين إلى بلدهم حيث يجيدون تاريخهم وثقافتهم، على أن تصلهم المساعدات إلى سوريا

ورابعاً وأخيراً، إعلان حياد لبنان، لأن لبنان بطبيعته بلد حيادي في تركيبته السياسية، والدليل على ذلك البيانات الوزارية لكل الحكومات المتعاقبة منذ العام 1943حتى حكومة حسان دياب،

وهدف المؤتمر هو أن اللبنانين عاجزون عن التفاهم فيما بينهم والجلوس إلى طاولة حوار فما العمل ؟

وسأل الراعي، من وضع اتفاق الطائف؟ ثم أجاب إنها الأسرة الدولية والأسرة العربية، ومن هنا لماذا يثير الحديث عن المؤتمر الدولي كل هذه المخاوف، والاتهامات بالتطبيع مع اسرائيل؟

ثم تابع البطريرك، أنا شخصياً، ونحن ككنيسة وكبطريركية مارونية، مع الإيجابيات، وسوف نسيرعلى الإيجابيات المتوفرة، ونبني عليها ونقوم بالتركيز عليها، من دون إعطاء الكثير من الاهتمام للسلبيات وهذا نهج بكركي والبطريركية كعادتها تعمل على الإيجابيات  .

وقال البطريرك الراعي، أنا لا أرشح اسماً لرئاسة الجمهورية، ولكن انطلق مما توصل له الأفرقاء، من توافق على اسم، وأذهب باتجاه التواصل مع الآخرين لمعرفة ما إذا كانت هناك إرادة حسنة للنهوض بالبلد، وعن التواصل مع الرئيس نبيه بري، قال الراعي هناك تواصل دائم، ولكن حالياً سوف نسعى للتواصل أكثر.

وعن اللقاء مع الرئيس الفرنسي ماكرون، والبيان الصادر الذي أشار أن المداولات بقيت طيّ الكتمان، ردّ البطريرك الراعي، مازحاً، أن المتداولات بقيت طيّ الكتمان، لإثارة فضول الصحافيين، الذين في أحياناً كثيرة يلفّقون الأخبار، ولكن تابع الراعي، إن جوّ اللقاء مع الرئيس ماكرون، كان ممتازاً ولم يطرح أيّ اسم للرئاسة، والفاتيكان والرئيس ماكرون، يولون الكثير من الاهتمام للبنان، ولكن دائماً يذّكرون أن على اللبنانيين مساعدة أنفسهم حتى يستطيعون مساعدتهم، بدورهم وبالنسبة لأزمة الثقة بين الشعب والسلطة، لاسيما جيل الشباب، بسبب التناقض بين ما يقوله السياسيون وما يفعلون، راى البطريرك الراعي، أن المشكلة الأكبر هي اهتزاز هذه الثقة، السياسيون يأخذون البلد باتجاه الانتحار،  ولبنان يفقد الأجيال الشابة التي تهاجر، وختم الحديث بالسؤال الإشكالية “أين أولادكم” ؟

زر الذهاب إلى الأعلى