رواية متميزة بعنوانها الخيالي كأنها صفحات معلقة بين الأرض والسماء، (وادي الغيوم) للكاتب علي نسر، من ٢٣٢ صفحة صادرة عن دار المؤلف.
أبحرتُ في محيطها وما أفادني الغرق إلا تعلقًا في بواطنها وأسرارها وخباياها وقضاياها المتنوعة. وكل شخصية تحمل وزر أعباء حياتية وأثقال حقائق ووقائع مريرة.
رواية من رحم الحياة وتأثيرها الحاد على نفوسنا وتصرفاتنا وأفعالنا في الوعي واللاوعي من زوايا مختلفة منها سياسية ومنها اجتماعية وثقافية ودينية… وانسيابية التناغم بين شخصياتها ملحوظ:مرام ويوسف، صلاح وماجدة، سميرة وصباح، أيمن وحسام و حامل الأسرار،
هي تجسيد مصغر لحياتنا المعقدة بتفاصيلها، وأسرارها ومكنوناتها. فكم من شخص منا نجا من هذه المتاهة بأعجوبة من دون تشوه؟ وتخلص من وادي الدموع هذا من غير كلوم؟ إن بما مر علينا من حروب أكلتنا ورمتنا عظامًا أمواتًا أحياء ؛ أو كم منا قد رمى في بئره مستور، وكتم ما لا يجوز إفشاؤه فتحولنا إلى أجباب لا مياه في جوفنا إنما أجياف. وكم من شقوق وصدوع ترسخت وتأصلت وما عرفنا منها الشفاء.
نحلق مع النسر في سرديته المتماسكة الرصينة، ونتأرجح معه في لعبة الشك واليقين لنعبر إلى الحدث ووقعه، ونتلذذ بحبكة ظاهرها حب وعشق وهيام لينقلب فيتجزأ ويطال بشظاياه الحاضر والماضي وانتقام مبطن ويلقمنا الواقعة لنصل إلى المعلوم مع شواهد وفاجعة ونهاية شاجية.
بقلم رنين فارس