الصفحة الرئيسيةخبر عاجلدراسات ومقالاتمتفرّقات

دكتور المجبر عن عيد الغطاس

عيد الغطاس: نور المسيح يُلهم لبنان في زمن الانتخابات
د. جيلبير المجبر

“أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم. هلليلويا.”

في عيد الظهور الإلهي (الغطاس)، الذي نحتفل به في السادس من كانون الثاني، نتأمل في لحظة مباركة شهدها نهر الأردن، حيث اعتمد الرب يسوع المسيح على يد يوحنا المعمدان. عند خروجه من الماء، أضاءت السماء وسمع صوت الآب يقول: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”، بينما كان الروح القدس يحل عليه بشكل حمامة. هذه اللحظة تعلن حقيقة الله الثالوثية: الآب والابن والروح القدس.

المعمودية ليست مجرد طقس، بل هي رمز لموت وقيامة جديدة، تطهير للنفس وبداية حياة مستنيرة بنعمة الله. وكما تدعونا المعمودية إلى التجدد الروحي ورفض الشر، فإن وطننا لبنان اليوم بحاجة إلى تجدد سياسي ووطني يعيد إليه قيم العدالة والمحبة والحق.

لقد علّمنا السيد المسيح أن القيادة ليست تسلطاً، بل خدمة، قائلاً: “من أراد أن يكون فيكم عظيماً، فليكن خادماً لكم.” (مرقس 10:43). نحن اليوم في زمن استحقاق مصيري، حيث يواجه لبنان تحديات كبرى مع اقتراب انتخابات الرئاسة. إنها لحظة حاسمة تتطلب منا أن نختار قيادة تتحلى بالنزاهة، الحكمة، والمحبة، قيادة تعمل لخدمة الوطن وليس لمصالحها الخاصة.

من وحي تعاليم المسيح التي تدعونا إلى المحبة والخدمة، أضع نفسي في خدمة لبنان، مؤمنًا بأن الوطن يحتاج إلى قيادة مبنية على القيم والمبادئ. أنا، د. جيلبير المجبر، أؤمن بأن لبنان يستحق قادة يعملون من أجل شعبه ومستقبله، قادة يحملون رؤية وطنية مستنيرة، تُعلي من شأن العدالة الاجتماعية وتحارب الفساد الذي أرهق الدولة وأضعف مؤسساتها.

عيد الغطاس يذكّرنا بأن النور الذي حمله المسيح هو دعوة لنا لنكون شهوداً للحقيقة والخير. إنني أستمد من هذا العيد إيماناً بأن لبنان، رغم معاناته، قادر على النهوض من جديد، إذا توحدت إرادتنا جميعاً خلف قيم النزاهة والشفافية.

الإيمان وحده لا يكفي، بل يجب أن يُترجم إلى أفعال. قال يعقوب في رسالته: “الإيمان بدون أعمال ميت” (يعقوب 2:26). لذلك، أدعو كل مواطن لبناني إلى تحمل مسؤوليته الوطنية في اختيار القيادة التي تحمل رؤية مستقبلية وتلتزم بخدمة الشعب بكل أمانة.

في عيد الغطاس، نصلي أن يضيء نور المسيح على قلوبنا، ليقودنا إلى طريق السلام والازدهار. إنني أتعهد بأن أعمل من أجل لبنان يكون فيه العدل والمحبة هما الأساس، ومن أجل وطن يستعيد مكانته كرسالة حضارية وإنسانية للعالم.

د. جيلبير المجبر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى